من نحن

كمتخصص في العلوم العقلية والإنسانية منذ أكثر من عشرين عاما، اكتشفت أنّ جميع مشاكلنا الفكرية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية، إنما مرجعها غياب العقل الإنساني الواعي، إما باستلابه بالكلية، كما في الشرق أو باختزاله في بعده الحسي كما في الغرب، وإحلال منطق القوة مكان قوة المنطق، فاستبدلنا شريعة العقل بشريعة الغاب، فضاعت العقلانية، وضاعت معها الانسانية.

 وقد عكفت على البحث والتحقيق لسنوات طوال، باحثا عن العلاج الجذري لهذا الحياة اللاعقلانية واللاإنسانية التي نعيشها، حيث إن العلاجات السطحية والتسكينية الموقتة، لم تعد تجدي نفعا.

وقد توصلت بفضل الله تعالى إلى اكتشاف منظومة معرفية منسجمة، نابعة من الفطرة العقلية الانسانية، يُديرها العقل الإنساني البرهاني، بمبادئه الأولية البديهية الموضوعية المشتركة بين سائر بني الإنسان، ويستفيد فيها من سائر المصادر المعرفية الأخرى بقدارته التحليلة والتركيبية الهائلة، بحيث يتمكن الانسان من خلالها أن يضع الأشياء في مواضعها الطبيعية، ويحكم عليها بأحكامها الواقعية، بعيدا عن التأثر بالأحكام العرفية النسبية المأنوسة، أو الضغوطات الدينية والمذهبية، أو الاستحسانات الشخصية الانفعالية، التي غالبا ما تحرف الإنسان عن الوصول للواقع، وتجعله دائما يصدق ما يحب أن يصدقه.

وغايتي من هذا المشروع الفكري الحضاري هي إحياء العقل الذاتي الإنساني، وتحكيمه في كل مجالات الحياة الإنسانية،  وتحريره من كل القيود الخارجية والأجنبية التي سعت لمصادرته وتسخيره لمصالحها السياسية والأيديولوجية، من أجل أن يكون الإنسان أولا، بمعنى أن يكون تكامل وسعادة الإنسان من حيث هو إنسان بغض النظر عن لونه أو جنسه أو عرقه أو دينه ومذهبه، محط اهتمامنا وعنايتنا، من أجل تحقيق الحضارة الإنسانية الحقيقة.