صراع العقل واللاهوت
إن القارئ لتاريخ الأديان وسيرة أغلب رجال الدين، ولا سيما أولئك الذين ينتمون إلى السلطات الرسمية، يرى بوضوح ما يمارسونه من عداء للعقل الإنساني ومنهجية مناوئة له وسعي حثيث لشيطنته، فقد حرَّموا العلوم العقلية تعليما وتعلُّما، وكفَّروا الفلاسفة والحكماء واتهموهم بالهرطقة والزندقة، وأحرقوا كتبهم في الميادين العامة وألَّبوا الرأي العام عليهم. واللافت أن هذا الموقف المعادي للعقل والفلاسفة لم يقتصر على رجال دينٍ بعينه، ولا على مذهب محدد أو فئة خاصة من رجال الدين، وإنما هو ظاهرة عمَّت الأديان والمذاهب كافة.
هذا وحقيقة الإنسان وكرامته تكمن في عقله وضميره، به يميز بين الصادق والكاذب في الأقوال، والخير والشر في الأفعال، كما أن الأديان لم تأت إلا لإحياء العقول وتحريك الضمائر والرقي به روحيا، وصولا إلى تحقيق العدالة الإنسانية والسلم الاجتماعي.
وبإيجاز:
- موضوع الكتاب: بيان أوجه الصراع التاريخي بين العقل الفلسفي والعقل الديني الكلامي.
- غايته: بيان مظلومية العقل الفلسفي والفلاسفة على مر التاريخ وأسباب إقصائهم عن الحياة الفكرية للمجتمع البشري.
- أهميته: المساهمة في إيجاد نحو من المسالمة أو المصالحة بين الفلاسفة ورجال الدين، عن طريق تمهيد الأرضية لتعاضد العقل والدين.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.