يتناول هذا البحث مسألة الصلاحية العلمية للعقل البرهاني وبيان حجيته الذاتية، بالإضافة إلى بيان حدوده المعرفية، وحاكميته على سائر مصادر المعرفة البشرية من الحس والتجربة والنقل الديني والتاريخي. وهو بحث ابستمولوجي بمقاربة منطقية جديدة.

ويهدف هذا البحث إلى تشكيل منظومة معرفية متناسقة ومنسجمة من مصادر المعرفة المختلفة تحت إشراف العقل البرهاني، وهو ماأسميها بالحكومة العقلية.

وتكمن أهمية هذا البحث في تأسيس القواعد المعرفية الابستمولوجية التي تبتني عليها الرؤية الكونية عن الإنسان والعالم والمبدأ والمعاد، والتي تتفرع منها الرؤية العملية الأخلاقية والاجتماعية، التي تنعكس على السلوك العملي وتحدد مسار الإنسان ومصيره في هذه الحياة.

وتدور مسائل البحث حول أربعة محاور رئيسية، وهي بيان حقيقة عملية التفكير البشري وقوانينه الطبيعية التي دوَّنها الحكماء في علم المنطق، وكذلك مراتب الأحكام العقلية بأنحائها المختلفة، حيث أرجعنا كل الأحكام الذهنية إلى حكم العقل العام، وأثبتنا المرتبة العليا للعقل البرهاني الخاص.