العقل بين المقاومة والاستسلام

 ويستمر الصراع بين جنود العقل وجنود الجهل، إلى أن يأتي اليوم الذي تكتمل فيه عقول البشر، ويسود فيه القانون الإلهي، وترفرف فيه رايات العدالة والحرية، والعزة والكرامة الإنسانية، وتتحقق فيه الحضارة الإنسانية الحقيقية تحت ظل الحكومة العقلية. وهذا الكتاب يتناول مسألة بديعة مغفول عنها، وجديرة بالبحث والتحقيق، ألا وهي الدور الخطير الذي يمكن أن يلعبه العقل في إدارة الصراع بين الحق والباطل في الرؤى والأقوال، وبين الخير والشر في المواقف والأفعال، سواء على مستوى الصراع الداخلي بين الإنسان ونفسه، أو على المستوى الخارجي بينه وبين قوى الشر العالمي، وسوف يتضح من خلال هذا البحث أن منشأ الصراع الاجتماعي والسياسي بين قوى الخير والشر منذ بداية التاريخ وإلى يومنا هذا مرجعه في الحقيقة إلى صراع العقل مع قوى النفس الأخرى داخل مملكة الإنسان، وأن الصراع الخارجي هو مظهر الصراع الداخلي، وكما أن الصمود والتحدي الذي يبديهما معسكر الخير في مقاومته لقوى الشر العالمي من أجل تحقيق العدالة والمحافظة على العزة والكرامة الإنسانية، إنما هو مستلهم من صمود العقل وانتصاره على قوى النفس الحيوانية، وأن الذل والاستسلام اللذين ارتضاهما معسكر الشر أمام رغباته المادية ورموزه الشريرة، إنما هي النتيجة الحتمية لاستسلام العقل وهزيمته أمام الوهم والقوى الحيوانية.

وبإيجاز:

• موضوع الكتاب: الصراع الداخلي بين العقل النظري والعملي من جهة، وبين القوى الحيوانية من جهة أخرى، وانعكاس ذلك على الصراع الخارجي على المستوى الاجتماعي والسياسي.
• غايته: مساعدة الإنسان على التغلب على تحديات الحياة في داخله وخارجه.
• أهميته: المساعدة على تحقيق الانسجام الداخلي والخارجي للإنسان مع نفسه ومع غيره، من أجل تحقيق السعادة والسلم الإهلي.