لا شك أن الموضوعية في البحث العلمي هي من أهم وأصعب الأخلاق التي ينبغي أن يتصف بها طالب العلم الباحث عن الواقع والحقيقة. والمقصود من الموضوعية ألَّا يكون لدى الباحث قبل الدخول في البحث العلمي أي ميول نفسانية تجاه ترجيح أي طرف من طرفي النقيض في المسألة التي يريد أن يبحث عنها ويحققها، بحيث ينظر إلى المسألة في نفسها بحيادية تامة، ليصل إلى الحكم الواقعي سواء بالإثبات أو النفي.
ومن الواضح جدا أهمية هذه الحالة النفسية عند الباحث الحقيقي في الوصول إلى الحقيقة، وإلا لسبقت النتائج مقدماتها، وأصبح الباحث يعتقد أولا ثم يستدل ثانيا، ويصدق ما يحب أن يصدقه، لا ما هو الصواب في الواقع، وعندها يصبح البحث العلمي مجرد وسيلة لتحقيق الأغراض الشخصية والفئوية والحزبية لا غير.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.